القول في تأويل قوله تعالى: ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها، ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين يقول تعالى ذكره: ولو شئنا يا محمد لآتينا هؤلاء المشركين بالله من قومك وغيرهم من أهل الكفر بالله هداها يعني: رشدها وتوفيقها للإيمان بالله

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا، وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلَ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [السجدة: 13]-[606]- يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {وَلَوْ شِئْنَا} [الأعراف: 176] يَا مُحَمَّدُ {لَآتَيْنَا} [السجدة: 13] هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ بِاللَّهِ مِنْ قَوْمِكَ وَغَيْرَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ بِاللَّهِ {هُدَاهَا} [السجدة: 13] يَعْنِي: رُشْدَهَا وَتَوْفِيقَهَا لِلْإِيمَانِ بِاللَّهِ {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} [السجدة: 13] يَقُولُ: وَجَبَ الْعَذَابُ مِنِّي لَهُمْ، وَقَوْلُهُ {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود: 119] يَعْنِي مِنْ أَهْلِ الْمَعَاصِي وَالْكُفْرِ بِاللَّهِ مِنْهُمْ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015