القول في تأويل قوله تعالى: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون يقول تعالى ذكره: الله هو الذي يدبر الأمر من أمر خلقه من السماء إلى الأرض، ثم يعرج إليه، واختلف أهل التأويل في المعنى بقوله ثم يعرج إليه في يوم

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [السجدة: 5]-[592]- يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: اللَّهُ هُوَ الَّذِي يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنْ أَمْرِ خَلْقِهِ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ، وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْمَعْنَى بِقَوْلِهِ {ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [السجدة: 5] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ أَنَّ الْأَمْرَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَيَصْعَدُ مِنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَقَدْرُ ذَلِكَ أَلْفُ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا، لِأَنَّ مَا بَيْنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ خَمْسُ مِائَةِ عَامٍ، وَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ مِثْلُ ذَلِكَ، فَذَلِكَ أَلْفُ سَنَةٍ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015