القول في تأويل قوله تعالى: ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا، وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها يقول تعالى ذكره: ومن حججه يريكم البرق خوفا لكم إذا كنتم سفرا، أن تمطروا فتتأذوا به وطمعا لكم، إذا كنتم في إقامة أن تمطروا، فتحيوا وتخصبوا

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا، وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [الروم: 24] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمِنْ حُجَجِهِ {يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا} [الرعد: 12] لَكُمْ إِذَا كُنْتُمْ سَفَرًا، أَنْ تُمْطَرُوا فَتَتَأَذَّوْا بِهِ {وَطَمَعًا} [الأعراف: 56] لَكُمْ، إِذَا كُنْتُمْ فِي إِقَامَةٍ أَنْ تُمْطَرُوا، فَتَحْيَوْا وَتَخْصَبُوا {وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} [الروم: 24] يَقُولُ: وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَطَرًا. فَيُحْيِي بِذَلِكَ الْمَاءِ الْأَرْضَ الْمَيْتَةَ، فَتُنْبِتُ وَيَخْرُجُ زَرْعُهَا بَعْدَ مَوْتِهَا. يَعْنِي جُدُوبِهَا وَدُرُوسِهَا. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي مَعْنَى قَوْلِهِ {يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا} [الرعد: 12] قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015