وقوله: أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا يقول تعالى ذكره مذكرا هؤلاء المشركين من قريش، القائلين: لولا أنزل عليه آية من ربه، نعمته عليهم التي خصهم بها دون سائر الناس غيرهم مع كفرهم بنعمته , وإشراكهم في عبادته الآلهة والأنداد: أو لم ير هؤلاء المشركون من

وَقَوْلُهُ: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا} [العنكبوت: 67] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُذَكِّرًا هَؤُلَاءِ -[443]- الْمُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْشٍ، الْقَائِلِينَ: لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ، نِعْمَتَهُ عَلَيْهِمُ الَّتِي خَصَّهُمْ بِهَا دُونَ سَائِرِ النَّاسِ غَيْرَهُمْ مَعَ كُفْرِهِمْ بِنِعْمَتِهِ , وَإِشْرَاكِهِمْ فِي عِبَادَتِهِ الْآلِهَةَ وَالْأَنْدَادَ: أَوَ لَمْ يَرَ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ مِنْ قُرَيْشٍ، مَا خَصَصْنَاهُمْ بِهِ مِنْ نِعْمَتِنَا عَلَيْهِمْ دُونَ سَائِرِ عِبَادِنَا، فَيَشْكُرُونَا عَلَى ذَلِكَ، وَيَنْزَجِرُوا عَنْ كُفْرِهِمْ بِنَا، وَإِشْرَاكِهِمْ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ فِي عِبَادَتِنَا , أَنَّا جَعَلْنَا بَلَدَهُمْ حَرَمًا , حَرَّمْنَا عَلَى النَّاسِ أَنْ يَدْخُلُوهُ بِغَارَةٍ أَوْ حَرْبٍ، {آمِنًا} [البقرة: 8] يَأْمَنُ فِيهِ مَنْ سَكَنَهُ، فَأَوَى إِلَيْهِ مِنَ السِّبَاءِ وَالْخَوْفِ وَالْحَرَامِ الَّذِي لَا يَأْمَنُهُ غَيْرُهُمْ مِنَ النَّاسِ {وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} [العنكبوت: 67] يَقُولُ: وَتُسْلَبُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ قَتْلًا وَسِبَاءً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015