القول في تأويل قوله تعالى: يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون يقول تعالى ذكره للمؤمنين به من عباده: يا عبادي الذين وحدوني وآمنوا بي وبرسولي محمد صلى الله عليه وسلم إن أرضي واسعة واختلف أهل التأويل في المعنى الذي أريد من الخبر عن سعة الأرض

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ -[433]- فَاعْبُدُونِ} [العنكبوت: 56] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِلْمُؤْمِنِينَ بِهِ مِنْ عِبَادِهِ: يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ وَحَّدُونِي وَآمَنُوا بِي وَبِرَسُولِي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ} [العنكبوت: 56] وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْمَعْنَى الَّذِي أُرِيدَ مِنَ الْخَبَرِ عَنْ سَعَةِ الْأَرْضِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أُرِيدَ بِذَلِكَ أَنَّهَا لَمْ تَضِقْ عَلَيْكُمْ فَتُقِيمُوا بِمَوْضِعٍ مِنْهَا لَا يَحِلُّ لَكُمُ الْمَقَامُ فِيهِ، وَلَكِنْ إِذَا عُمِلَ بِمَكَانٍ مِنْهَا بِمَعَاصِي اللَّهِ فَلَمْ تَقْدِرُوا عَلَى تَغْيِيرِهِ، فَاهْرُبُوا مِنْهُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015