وقوله: وتلك الأمثال نضربها للناس يقول تعالى ذكره: وهذه الأمثال، وهي الأشباه والنظائر نضربها للناس , يقول: نمثلها ونشبهها , ونحتج بها للناس، كما قال الأعشى: هل تذكر العهد من تنمص إذ تضرب لي قاعدا بها مثلا وما يعقلها إلا العالمون يقول تعالى ذكره:

وَقَوْلُهُ: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ} [العنكبوت: 43] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَهَذِهِ الْأَمْثَالُ، وَهِيَ الْأَشْبَاهُ وَالنَّظَائِرُ {نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ} [العنكبوت: 43] , يَقُولُ: نُمَثِّلُهَا وَنُشَبِّهُهَا , وَنَحْتَجُّ بِهَا لِلنَّاسِ، كَمَا قَالَ الْأَعْشَى:

[البحر المنسرح]

-[407]- هَلْ تَذْكُرُ الْعَهْدَ مِنْ تَنَمُّصَ ... إِذْ تَضْرِبُ لِي قَاعِدًا بِهَا مَثَلَا

{وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: 43] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمَا يَعْقِلُ أَنَّهُ أُصِيبَ بِهَذِهِ الْأَمْثَالِ الَّتِي نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ مِنْهُمُ الصَّوَابَ وَالْحَقَّ فِيمَا ضُرِبَتْ لَهُ مَثَلًا إِلَّا الْعَالِمُونَ بِاللَّهِ وَآيَاتِهِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015