القول في تأويل قوله تعالى: وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين يقول تعالى ذكره: واذكروا أيها القوم عادا وثمود، وقد تبين لكم من مساكنهم خرابها وخلاؤها منهم بوقائعنا بهم، وحلول سطوتنا بجميعهم

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ، وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} [العنكبوت: 38] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَاذْكُرُوا أَيُّهَا الْقَوْمُ عَادًا وَثَمُودَ، وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ خَرَابُهَا وَخَلَاؤُهَا مِنْهُمْ بِوَقَائِعِنَا بِهِمْ، وَحُلُولِ سَطْوَتِنَا بِجَمِيعِهِمْ {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ} [النمل: 24] يَقُولُ: وَحَسَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ كُفْرَهُمْ بِاللَّهِ، وَتَكْذِيبَهُمْ رُسُلَهُ {فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ} [النمل: 24] يَقُولُ: فَرَدَّهُمْ بِتَزْيِينِهِ لَهُمْ مَا زَيَّنَ لَهُمْ مِنَ الْكُفْرِ، عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، الَّتِي هِيَ الْإِيمَانُ بِهِ وَرُسُلِهِ، وَمَا جَاءُوهُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِ -[399]- رَبِّهِمْ {وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} [العنكبوت: 38] يَقُولُ: وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ فِي ضَلَالَتِهِمْ، مُعْجَبِينَ بِهَا، يَحْسِبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى هُدًى وَصَوَابٍ، وَهُمْ عَلَى الضَّلَالِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015