فأخذهم الطوفان يقول تعالى ذكره: فأهلكهم الماء الكثير، وكل ماء كثير فاش طام، فهو عند العرب طوفان، سيلا كان أو غيره، وكذلك الموت إذا كان فاشيا كثيرا، فهو أيضا عندهم طوفان؛ ومنه قول الراجز: أفناهم طوفان موت جارف وبنحو قولنا في ذلك قال أهل التأويل.

{فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ} [العنكبوت: 14] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَأَهْلَكَهُمُ الْمَاءُ الْكَثِيرُ، وَكُلُّ -[371]- مَاءٍ كَثِيرٍ فَاشٍ طَامٍ، فَهُوَ عِنْدَ الْعَرَبِ طُوفَانٌ، سَيْلًا كَانَ أَوْ غَيْرَهُ، وَكَذَلِكَ الْمَوْتُ إِذَا كَانَ فَاشِيًا كَثِيرًا، فَهُوَ أَيْضًا عِنْدَهُمْ طُوفَانٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ:

أَفْنَاهُمُ طُوفَانُ مَوْتٍ جَارِفِ

وَبِنَحْوِ قَوْلِنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015