القول في تأويل قوله تعالى: أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا، ساء ما يحكمون يقول تعالى ذكره: أم حسب الذين يشركون بالله فيعبدون معه غيره، وهم المعنيون بقوله الذين يعملون السيئات أن يسبقونا يقول: أن يعجزونا فيفوتونا بأنفسهم فلا نقدر عليهم فننتقم

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا، -[360]- سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [العنكبوت: 4] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ فَيَعْبُدُونَ مَعَهُ غَيْرَهُ، وَهُمُ الْمَعْنِيُّونَ بِقَوْلِهِ {الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا} [العنكبوت: 4] يَقُولُ: أَنْ يُعْجِزُونَا فَيَفُوتُونَا بِأَنْفُسِهِمْ فَلَا نَقْدِرَ عَلَيْهِمْ فَنَنْتَقِمَ مِنْهُمْ لِشِرْكِهِمْ بِاللَّهِ؟ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015