حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «إِلَى مَوْلِدِكَ بِمَكَّةَ» . وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي: قَوْلُ مَنْ قَالَ: لَرَادُّكَ إِلَى عَادَتِكَ مِنَ الْمَوْتِ، أَوْ إِلَى عَادَتِكَ حَيْثُ وُلِدْتَ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَعَادَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: الْمَفْعَلُ مِنَ الْعَادَةِ، لَيْسَ مِنَ الْعَوْدِ، إِلَّا أَنْ يُوَجَّهَ مُوَجَّهَ تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: {لَرَادُّكَ} [القصص: 85] لَمُصَيِّرُكَ، فَيَتَوَجَّهُ حِينَئِذٍ قَوْلُهُ {إِلَى مَعَادٍ} [القصص: 85] إِلَى مَعْنَى الْعَوْدِ، وَيَكُونُ تَأْوِيلُهُ: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَمُصَيِّرُكَ إِلَى أَنْ تَعُودَ إِلَى مَكَّةَ مَفْتُوحَةً لَكَ. فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَهَذِهِ الْوجُوهُ الَّتِي وَصَفْتَ فِي ذَلِكَ قَدْ فَهِمْنَاهَا، فَمَا وَجْهُ تَأْوِيلِ مَنْ تَأَوَّلَهُ بِمَعْنَى: لَرَادُّكَ إِلَى الْجَنَّةِ؟ قِيلَ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ وَجْهُ تَأْوِيلِهِ ذَلِكَ كَذَلِكَ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ الْآخَرِ، وَهُوَ لَمُصَيِّرُكَ إِلَى أَنْ تَعُودَ إِلَى الْجَنَّةِ. فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: أَوَكَانَ أُخْرِجَ مِنَ الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: نَحْنُ نُعِيدُكَ إِلَيْهَا؟ قِيلَ: لِذَلِكَ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ أَبُوهُ آدَمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا أُخْرِجَ مِنْهَا، فَكَأَنَّ وَلَدَهُ بِإِخْرَاجِ اللَّهِ إِيَّاهُ مِنْهَا، قَدْ أُخْرِجُوا مِنْهَا، فَمَنْ دَخَلَهَا فَكَأَنَّمَا يُرَدُّ إِلَيْهَا بَعْدَ الْخُرُوجِ. وَالثَّانِي أَنْ يُقَالَ: إِنَّهُ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَهَا لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ، كَمَا رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا قَصْرًا، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ "، وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنَ الْأَخْبَارِ الَّتِي رُوِيَتْ عَنْهُ بِذَلِكَ، ثُمَّ رُدَّ إِلَى الْأَرْضِ، فَيُقَالُ لَهُ: {إِنَّ