وَقَوْلُهُ: {أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا} [القصص: 78] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: أَوَلَمْ يَعْلَمْ قَارُونُ حِينَ زَعَمَ أَنَّهُ أُوتِيَ الْكُنُوزَ لِفَضْلِ عِلْمٍ عِنْدَهُ عَلِمْتُهُ أَنَا مِنْهُ، فَاسْتَحَقَّ بِذَلِكَ أَنْ يُؤْتَى مَا أُوتِيَ مِنَ الْكُنُوزِ، أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْأُمَمِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ بَطْشًا، وَأَكْثَرُ جَمْعًا لِلْأَمْوَالِ؛ وَلَوْ كَانَ اللَّهُ يُؤْتِي الْأَمْوَالَ مَنْ يُؤْتِيَهُ لِفَضْلٍ فِيهِ وَخَيْرٍ عِنْدَهُ، وَلِرِضَاهُ عَنْهُ، لَمْ يَكُنْ يَهْلِكُ مَنْ أَهْلَكَ مِنْ أَرْبَابِ الْأَمْوَالِ الَّذِينَ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُ مَالًا، لِأَنَّ مَنْ كَانَ اللَّهُ عَنْهُ رَاضِيًا فَمُحَالٌ أَنْ يُهْلِكَهُ اللَّهُ وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ، وَإِنَّمَا يَهْلِكُ مَنْ كَانَ عَلَيْهِ سَاخِطًا.