وقوله: أعرضوا عنه يقول: لم يصغوا إليه ولم يستمعوه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم وهذا يدل على أن اللغو الذي ذكره الله في هذا الموضع، إنما هو ما قاله مجاهد، من أنه سماع القوم ممن يؤذيهم بالقول ما يكرهون منه في أنفسهم، وأنهم أجابوهم بالجميل من القول

وَقَوْلُهُ: {أَعْرَضُوا عَنْهُ} [القصص: 55] يَقُولُ: لَمْ يَصْغُوا إِلَيْهِ وَلَمْ يَسْتَمِعُوهُ {وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ} [القصص: 55] وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللَّغْوَ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، إِنَّمَا هُوَ مَا قَالَهُ مُجَاهِدٌ، مِنْ أَنَّهُ سَمَاعُ الْقَوْمِ مِمَّنْ يُؤْذِيهِمْ بِالْقَوْلِ مَا يَكْرَهُونَ مِنْهُ فِي أَنْفُسِهِمْ، وَأَنَّهُمْ أَجَابُوهُمْ بِالْجَمِيلِ مِنَ الْقَوْلِ {لَنَا أَعْمَالُنَا} [القصص: 55] قَدْ رَضِينَا بِهَا لِأَنْفُسِنَا، {وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ} [البقرة: 139] قَدْ رَضِيتُمْ بِهَا لِأَنْفُسِكُمْ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015