القول في تأويل قوله تعالى: ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما، وكذلك نجزي المحسنين يقول تعالى ذكره: ولما بلغ موسى أشده، يعني حان شدة بدنه وقواه، وانتهى ذلك منه. وقد بينا معنى الأشد فيما مضى بشواهده، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع.

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا، وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [القصص: 14] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {وَلَمَّا بَلَغَ} [يوسف: 22] مُوسَى {أَشُدَّهُ} [الأنعام: 152] ، يَعْنِي حَانَ شِدَّةُ بُدْنِهِ وَقُوَاهُ، وَانْتَهَى ذَلِكَ مِنْهُ. وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى الْأَشُدِّ فِيمَا مَضَى بِشَوَاهِدِهِ، فَأَغْنَى ذَلِكَ عَنْ إِعَادَتِهِ فِي -[181]- هَذَا الْمَوْضِعِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015