حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: " لَمَّا جَاءَتْ أُمُّهُ أَخَذَ مِنْهَا، يَعْنِي الرَّضَاعَ، فَكَادَتْ أَنْ تَقُولَ: هُوَ ابْنِي، فَعَصَمَهَا اللَّهُ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ {إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} [القصص: 10] ". وَقَالَ آخَرُونَ بِمَا أَوْحَيْنَاهُ إِلَيْهَا: أَيْ تَظْفَرُ. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ مَا قَالَهُ الَّذِينَ ذَكَرْنَا قَوْلَهُمْ أَنَّهُمْ قَالُوا: إِنْ كَادَتْ لَتَقُولُ: يَا بُنَيَّاهُ، لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ عَلَى ذَلِكَ، وَأَنَّهُ عُقَيْبُ قَوْلِهِ: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا} [القصص: 10] فَلَأَنْ يَكُونَ لَوْ لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ ذَكَرْنَا فِي ذَلِكَ -[172]- إِجْمَاعٌ عَلَى ذَلِكَ مِنْ ذِكْرِ مُوسَى، لِقُرْبِهِ مِنْهُ، أَشْبَهُ مِنْ أَنْ يَكُونَ مِنْ ذِكْرِ الْوَحْيِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ {إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي} [القصص: 10] بِمُوسَى فَتَقُولُ: هُوَ ابْنِي. قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّ صَدْرَهَا ضَاقَ إِذْ نُسِبَ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَقِيلَ ابْنُ فِرْعَوْنَ. وَعُنِيَ بِقَوْلِهِ {لَتُبْدِي بِهِ} [القصص: 10] لَتُظْهِرُهُ وَتُخْبِرُ بِهِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015