القول في تأويل قوله تعالى: وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين يقول تعالى ذكره: قل إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة وأن أكون من المسلمين , وأن اتلو القرآن، فمن اهتدى يقول: فمن تبعني وآمن بي وبما جئت به، فسلك

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ} [النمل: 92] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: قُلْ {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ} [النمل: 91] وَ {أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ , وَأَنْ اتْلُوَ الْقُرْآنَ، فَمَنِ اهْتَدَى} يَقُولُ: فَمَنْ تَبِعَنِي وَآمَنَ بِي وَبِمَا -[147]- جِئْتُ بِهِ، فَسَلَكَ طَرِيقَ الرَّشَادِ {فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ} [يونس: 108] يَقُولُ: فَإِنَّمَا يَسْلُكُ سَبِيلَ الصَّوَابِ بِاتِّبَاعِهِ إِيَّايَ، وَإِيمَانِهِ بِي، وَبِمَا جِئْتُ بِهِ لِنَفْسِهِ، لِأَنَّهُ بِإِيمَانِهِ بِي، وَبِمَا جِئْتُ بِهِ يَأْمَنُ نَقْمَتَهُ فِي الدُّنْيَا وَعَذَابَهُ فِي الْآخِرَةِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015