القول في تأويل قوله تعالى: من جاء بالحسنة فله خير منها، وهم من فزع يومئذ آمنون , ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار، هل تجزون إلا ما كنتم تعملون يقول تعالى ذكره: من جاء الله بتوحيده والإيمان به، وقول لا إله إلا الله موقنا به قلبه، فله من هذه

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا، وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ , وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ، هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النمل: 90] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {مَنْ جَاءَ} [الأنعام: 160] اللَّهَ بِتَوْحِيدِهِ وَالْإِيمَانِ بِهِ، وَقَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُوقِنًا بِهِ قَلْبُهُ، {فَلَهُ} [البقرة: 112] مِنْ هَذِهِ الْحَسَنَةِ عِنْدَ اللَّهِ {خَيْرٌ} [البقرة: 54] يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَذَلِكَ الْخَيْرُ أَنْ يُثِيبَهُ اللَّهُ {مِنْهَا} [البقرة: 25] الْجَنَّةَ، وَيُؤَمِّنَهُ {مِنْ فَزَعٍ} [النمل: 89] الصَّيْحَةِ الْكُبْرَى وَهِيَ النَّفْخُ فِي الصُّورِ {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ} [الأنعام: 160] يَقُولُ: وَمَنْ جَاءَ بِالشِّرْكِ بِهِ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَجُحُودِ وَحْدَانِيَّتِهِ {فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ} [النمل: 90] فِي نَارِ جَهَنَّمَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ، قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015