الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} [النمل: 12] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُخْبِرًا عَنْ قِيلِهِ لِنَبِيِّهِ مُوسَى: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ} [النمل: 12] ذَكَرَ أَنَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَمَرَهُ أَنْ يُدْخِلَ كَفَّهُ فِي جَيْبِهِ؛ وَإِنَّمَا أَمَرَهُ بِإِدْخَالِهِ فِي جَيْبِهِ، لِأَنَّ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ مِدْرَعَةٌ مِنْ صُوفٍ. قَالَ بَعْضُهُمْ: لَمْ يَكُنْ لَهَا كُمٌّ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ كُمُّهَا إِلَى بَعْضِ يَدِهِ.