الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ، يَا مُوسَى لَا تَخَفْ، إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ. إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النمل: 10] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُخْبِرًا عَنْ قِيلِهِ لِمُوسَى: {إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ} [النمل: 9] فِي نِقْمَتِهِ مِنْ أَعْدَائِهِ {الْحَكِيمُ} [البقرة: 32] فِي تَدْبِيرِهِ فِي خَلْقِهِ. وَالْهَاءُ الَّتِي فِي قَوْلِهِ: {إِنَّهُ} [البقرة: 37] هَاءَ عِمَادٍ، وَهُوَ اسْمٌ لَا يَظْهَرُ فِي قَوْلِ بَعْضِ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ. -[14]- وَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْكُوفَةِ: يَقُولُ هِيَ الْهَاءُ الْمَجْهُولَةُ، وَمَعْنَاهَا: أَنَّ الْأَمْرَ وَالشَّأْنَ: أَنَا اللَّهُ.