القول في تأويل قوله تعالى: فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون. فيقولوا هل نحن منظرون. أفبعذابنا يستعجلون يقول تعالى ذكره: فيأتي هؤلاء المكذبين بهذا القرآن العذاب الأليم بغتة، يعني فجأة وهم لا يشعرون يقول: لا يعلمون قبل ذلك بمجيئه حتى يفجأهم بغتة. فيقولوا

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ. فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ. أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ} [الشعراء: 203] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَيَأْتِيَ هَؤُلَاءِ الْمُكَذِّبِينَ بِهَذَا الْقُرْآنِ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ بَغْتَةً، يَعْنِي فَجْأَةُ {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [الأعراف: 95] يَقُولُ: لَا يَعْلَمُونَ قَبْلَ ذَلِكَ بِمَجِيئِهِ حَتَّى يَفْجَأَهُمْ بَغْتَةً. {فَيَقُولُوا} [الشعراء: 203] حِينَ يَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً {هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ} [الشعراء: 203] أَيْ هَلْ نَحْنُ مُؤَخَّرٌ عَنَّا الْعَذَابُ، وَمُنْسَأٌ فِي آجَالِنَا لِنَتُوبَ وَنُنِيبَ إِلَى اللَّهِ مِنْ شِرْكِنَا وَكُفْرِنَا بِاللَّهِ، فَنُرَاجِعَ الْإِيمَانَ بِهِ، وَنُنَيبَ إِلَى طَاعَتِهِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015