القول في تأويل قوله تعالى: إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين. وإن ربك لهو العزيز الرحيم يقول تعالى ذكره: إن في تعذيبنا قوم شعيب عذاب يوم الظلة بتكذيبهم نبيهم شعيبا، لآية لقومك يا محمد، وعبرة لمن اعتبر، إن اعتبروا، أن سنتنا فيهم بتكذيبهم إياك

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ. وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الشعراء: 9] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ فِي تَعْذِيبِنَا قَوْمَ شُعَيْبٍ عَذَابَ يَوْمِ الظُّلَّةِ بِتَكْذِيبِهِمْ نَبِيَّهُمْ شُعَيْبًا، لَآيَةً لِقَوْمِكَ يَا مُحَمَّدُ، وَعِبْرَةً لِمَنِ اعْتَبَرَ، إِنِ اعْتَبَرُوا، أَنَّ سُنَّتَنَا فِيهِمْ بِتَكْذِيبِهِمْ إِيَّاكَ سُنَّتُنَا فِي أَصْحَابِ الْأَيْكَةِ. {وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ -[641]- مُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 8] فِي سَابِقِ عَلِمْنَا فِيهِمْ {وَإِنَّ رَبِّكَ} [الرعد: 6] يَا مُحَمَّدُ {لَهُوَ الْعَزِيزُ} [آل عمران: 62] فِي نِقْمَتِهِ مِمَّنِ انْتَقَمَ مِنْهُ مِنْ أَعْدَائِهِ {الرَّحِيمُ} [الفاتحة: 1] بِمَنْ تَابَ مِنْ خَلْقِهِ، وَأَنَابَ إِلَى طَاعَتِهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015