يعني تعالى ذكره: فمن حج البيت فمن أتاه عائدا إليه بعد بدء، وكذلك كل من أكثر الاختلاف إلى شيء فهو حاج إليه؛ ومنه قول الشاعر: وأشهد من عوف حلولا كثيرة يحجون بيت الزبرقان المزعفرا يعني بقوله يحجون: يكثرون التردد إليه لسؤدده ورياسته. وإنما قيل للحاج

يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ: {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ} [البقرة: 158] فَمَنْ أَتَاهُ عَائِدًا إِلَيْهِ بَعْدَ بَدْءٍ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ أَكْثَرَ الِاخْتِلَافَ إِلَى شَيْءٍ فَهُوَ حَاجٌّ إِلَيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

[البحر الطويل]

وَأَشْهَدَ مِنْ عَوْفٍ حُلُولًا كَثِيرَةً ... يَحُجُّونَ بَيْتَ الزِّبْرِقَانِ الْمُزَعْفَرَا

يَعْنِي بِقَوْلِهِ يَحُجُّونَ: يُكْثِرُونَ التَّرَدُّدَ إِلَيْهِ لِسُؤْدِدِهِ وَرِيَاسَتِهِ. وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْحَاجِّ حَاجٌّ؛ لِأَنَّهُ يَأْتِي الْبَيْتَ قَبْلَ التَّعْرِيفِ، ثُمَّ يَعُودُ إِلَيْهِ لِطَوَافِ يَوْمِ النَّحْرِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015