وَقَوْلُهُ: {وَرَحْمَةٌ} [البقرة: 157] يَعْنِي وَلَهُمْ مَعَ الْمَغْفِرَةِ الَّتِي بِهَا صَفْحٌ عَنْ ذُنُوبِهِمْ وَتَغَمَّدَهَا رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَأْفَةٌ , ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى ذِكْرُهُ مَعَ الَّذِي ذَكَرَ أَنَّهُ مُعْطِيهِمْ عَلَى اصْطِبَارِهِمْ عَلَى مِحَنِهِ تَسْلِيمًا مِنْهُمْ لِقَضَائِهِ مِنَ الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ أَنَّهُمْ هُمُ الْمُهْتَدُونَ الْمُصِيبُونَ طَرِيقَ الْحَقِّ وَالْقَائِلُونَ مَا يَرْضَى عَنْهُمْ وَالْفَاعِلُونَ مَا اسْتَوْجَبُوا بِهِ مِنَ اللَّهِ الْجَزِيلَ مِنَ الثَّوَابِ. وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى الِاهْتِدَاءِ فِيمَا مَضَى فَإِنَّهُ بِمَعْنَى الرُّشْدِ بِالصَّوَابِ. وَبِمَعْنَى مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ