القول في تأويل قوله تعالى: طسم , تلك آيات الكتاب المبين , لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين قال أبو جعفر: وقد ذكرنا اختلاف المختلفين فيما في ابتداء فواتح سور القرآن من حروف الهجاء، وما انتزع به كل قائل منهم لقوله ومذهبه من العلة. وقد بينا الذي هو أولى

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {طسم , تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ , لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 2] قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَقَدْ ذَكَرْنَا اخْتِلَافَ الْمُخْتَلِفِينَ فِيمَا فِي ابْتِدَاءِ فَوَاتِحِ سُوَرِ الْقُرْآنِ مِنْ حُرُوفِ الْهِجَاءِ، وَمَا انْتَزَعَ بِهِ كُلُّ قَائِلٍ مِنْهُمْ لِقَوْلِهِ وَمَذْهَبِهِ مِنَ الْعِلَّةِ. وَقَدْ بَيَّنَّا الَّذِي هُوَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِنَ الْقَوْلِ فِيهِ فِيمَا مَضَى مِنْ كِتَابِنَا هَذَا بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ، وَقَدْ ذُكِرَ عَنْهُمْ مِنَ الِاخْتِلَافِ فِي قَوْلِهِ: {طسم} [الشعراء: 1] , وَ {طس} [النمل: 1] ، نَظِيرَ الَّذِي ذُكِرَ عَنْهُمْ فِي: {الم} [البقرة: 1] , وَ {المر} [الرعد: 1] ، وَ {المص} [الأعراف: 1]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015