ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} [الفرقان: 77] قَالَ: مَوْتًا ". وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِكَلَامِ الْعَرَبِ: مَعْنَى ذَلِكَ: فَسَوْفَ يَكُونُ جَزَاءً يَلْزَمُ كُلَّ عَامَلٍ مَا عَمِلَ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ وَقَدْ بَيَّنَّا الصَّوَابَ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ. وَلِلنَّصْبِ فِي اللِّزَامِ وَجْهٌ آخَرُ غَيْرَ الَّذِي قُلْنَاهُ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ فِي قَوْلِهِ {يَكُونُ} [الفرقان: 77] مَجْهُولٌ، ثُمَّ يُنْصَبُ اللِّزَامُ عَلَى الْخَبَرِ كَمَا قِيلَ:
[البحر الطويل]
-[541]- إِذَا كَانَ طَعْنًا بَيْنَهُمْ وَقِتَالَا
وَقَدْ كَانَ بَعْضُ مَنْ لَا عَلْمَ لَهُ بِأَقْوَالِ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ: قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنَ الْآلِهَةِ وَالْأَنْدَادِ، وَهَذَا قَوْلٌ لَا مَعْنَى لِلتَّشَاغُلِ بِهِ لِخُرُوجِهِ عَنْ أَقْوَالِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ