قوله: يضاعف له العذاب يوم القيامة اختلفت القراء في قراءته , فقرأته عامة قراء الأمصار سوى عاصم يضاعف جزما ويخلد جزما. وقرأه عاصم: (يضعف) رفعا، (ويخلد) رفعا كلاهما على الابتداء , وأن الكلام عنده قد تناهى عند: يلق أثاما ثم ابتدأ قوله: (يضاعف له

قَوْلُهُ: {يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الفرقان: 69] اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَتِهِ , فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْأَمْصَارِ سِوَى عَاصِمٍ {يُضَاعَفْ} [البقرة: 261] جَزْمًا {وَيَخْلُدْ} [الفرقان: 69] جَزْمًا. وَقَرَأَهُ عَاصِمٌ: (يُضَعَّفُ) رَفْعًا، (وَيَخْلُدُ) رَفْعًا كِلَاهُمَا عَلَى الِابْتِدَاءِ , وَأَنَّ الْكَلَامَ عِنْدَهُ قَدْ تَنَاهَى عِنْدَ: {يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان: 68] ثُمَّ ابْتَدَأَ قَوْلَهُ: { (يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ) } ، وَالصَّوَابُ مِنَ الْقِرَاءَةِ عِنْدَنَا فِيهِ: جَزْمُ الْحَرْفَيْنِ كِلَيْهِمَا: يُضَاعَفْ , وَيَخْلُدْ , وَذَلِكَ أَنَّهُ تَفْسِيرٌ لِلْأَثَامِ لَا فِعْلًا لَهُ , وَلَوْ كَانَ فِعْلًا لَهُ كَانَ الْوَجْهُ فِيهِ الرَّفْعُ , كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:

[البحر الطويل]

مَتَى تَأْتِهِ تَعْشُو إِلَى ضَوْءِ نَارِهِ ... تَجِدْ خَيْرَ نَارٍ عِنْدَهَا خَيْرُ مُوقِدِ

فَرَفَعَ تَعْشُو , لِأَنَّهُ فِعْلٌ لِقَوْلِهِ تَأْتِهِ , مَعْنَاهُ: مَتَى تَأْتِهِ عَاشِيًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015