القول في تأويل قوله تعالى: والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا، ولم يقتروا، وكان بين ذلك قواما يقول تعالى ذكره: والذين إذا أنفقوا أموالهم لم يسرفوا في إنفاقها. ثم اختلف أهل التأويل في النفقة التي عناها الله في هذا الموضع , وما الإسراف فيها والإقتار. فقال

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا، وَلَمْ يَقْتُرُوا، وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا أَمْوَالَهُمْ لَمْ يُسْرِفُوا فِي إِنْفَاقِهَا. ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي النَّفَقَةِ الَّتِي عَنَاهَا اللَّهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ , وَمَا الْإِسْرَافُ فِيهَا وَالْإِقْتَارُ. فَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْإِسْرَافُ مَا كَانَ مِنْ نَفَقَةٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ , وَإِنْ قَلَّتْ. قَالَ: وَإِيَّاهَا عَنِيَ اللَّهُ , وَسَمَّاهَا إِسْرَافًا قَالُوا: وَالْإِقْتَارُ الْمَنْعُ مِنْ حَقِّ اللَّهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015