القول في تأويل قوله تعالى: الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش، الرحمن فاسأل به خبيرا يقول تعالى ذكره: وتوكل على الحي الذي لا يموت , الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام فقال: وما بينهما وقد ذكر السموات والأرض

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ، الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [الفرقان: 58] , {الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} فَقَالَ: {وَمَا بَيْنَهُمَا} [المائدة: 17] وَقَدْ ذَكَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَالسَّمَوَاتُ جِمَاعٌ لِأَنَّهُ وَجَّهَ ذَلِكَ إِلَى الصِّنْفَيْنِ وَالشَّيْئَيْنِ، كَمَا قَالَ الْقُطَامِيُّ:

[البحر الوافر]

أَلَمْ يَحْزُنْكَ أَنَّ حِبَالَ قَيْسٍ ... وَتَغْلِبَ قَدْ تَبَايَنَتَا انْقِطَاعَا

يُرِيدُ: وَحِبَالَ تَغْلِبَ فَثَنَّى، وَالْحِبَالُ جَمْعٌ، لِأَنَّهُ أَرَادَ الشَّيْئَيْنِ وَالنَّوْعَيْنِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015