القول في تأويل قوله تعالى: وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا يقول تعالى ذكره: الذي مد الظل ثم جعل الشمس عليه دليلا هو الذي جعل لكم أيها الناس الليل لباسا. وإنما قال جل ثناؤه: جعل لكم الليل لباسا لأنه جعله لخلقه جنة يجتنون

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا} [الفرقان: 47] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: الَّذِي مَدَّ الظِّلَّ ثُمَّ جَعَلَ الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ اللَّيْلَ لِبَاسًا. وَإِنَّمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا} [الفرقان: 47] لِأَنَّهُ جَعَلَهُ لِخَلْقِهِ جِنَّةً يَجْتَنُّونَ فِيهَا وَيَسْكُنُونَ , فَصَارَ لَهُمْ سِتْرًا يَسْتَتِرُونَ بِهِ كَمَا -[466]- يَسْتَتِرُونَ بِالثِّيَابِ الَّتِي يُكْسَوْنَهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015