وَقَوْلُهُ: {ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا} [الفرقان: 45] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ثُمَّ دَلَلْنَاكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ بِنَسْخِ الشَّمْسِ إِيَّاهُ عِنْدَ طُلُوعِهَا عَلَيْهِ أَنَّهُ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ رَبِّكُمْ، يُوجِدُهُ إِذَا شَاءَ، وَيَفْنِيهِ إِذَا أَرَادَ؛ -[463]- وَالْهَاءُ فِي قَوْلِهِ {عَلَيْهِ} [البقرة: 37] مِنْ ذِكْرِ الظِّلِّ. وَمَعْنَاهُ: ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَى الظِّلِّ دَلِيلًا. قِيلَ: مَعْنَى دَلَالَتِهَا عَلَيْهِ أَنَّهُ لَوْ لَمْ تَكُنِ الشَّمْسُ الَّتِي تَنْسَخُهُ لَمْ يُعْلَمْ أَنَّهُ شَيْءٌ، إِذَا كَانَتِ الْأَشْيَاءُ إِنَّمَا تُعْرَفُ بِأَضْدَادِهَا، نَظِيرَ الْحُلْوِ الَّذِي إِنَّمَا يُعْرَفُ بِالْحَامِضِ , وَالْبَارِدُ بِالْحَارِّ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ