حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: {كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا} قَالَ: سَأَلُوهُ إِيَّاهُ فِي الدُّنْيَا، طَلَبُوا ذَلِكَ فَأَعْطَاهُمْ وَعْدَهُمْ، إِذْ سَأَلُوهُ أَنْ يُعْطِيَهُمْ فَأَعْطَاهُمْ، فَكَانَ ذَلِكَ وَعْدًا مَسْئُولًا، كَمَا وَقَّتَ أَرْزَاقَ الْعِبَادِ فِي الْأَرْضِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمْ , فَجَعَلَهَا أَقْوَاتًا لِلسَّائِلِينَ، وَقَّتَ ذَلِكَ عَلَى مَسْأَلَتِهِمْ. وَقَرَأَ: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} [فصلت: 10] " وَقَدْ كَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ يُوَجِّهُ مَعْنَى قَوْلِهِ: {وَعْدًا مَسْئُولًا} إِلَى أَنَّهُ مَعْنِيُّ بِهِ: وَعْدًا وَاجِبًا، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَسئُولَ وَاجِبٌ، وَإِنْ لَمْ يُسْأَلْ كَالدَّيْنِ، وَيَقُولُ: ذَلِكَ نَظِيرُ قَوْلِ الْعَرَبِ: لَأُعْطِيَنَّكَ أَلْفًا وَعْدًا مَسْئُولًا، بِمَعْنَى: وَاجِبٌ لَكَ فَتَسْأَلُهُ