وَقَوْلُهُ: {كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا} [الفرقان: 15] يَقُولُ: كَانَتْ جَنَّةُ الْخُلْدِ لِلْمُتَّقِينَ جَزَاءَ أَعْمَالِهِمْ لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا بِطَاعَتِهِ , وَثَوَابَ تَقْوَاهُمْ إِيَّاهُ , وَمَصِيرًا لَهُمْ، يَقُولُ: وَمَصِيرًا لِلْمُتَّقِينَ , يَصِيرُونَ إِلَيْهَا فِي الْآخِرَةِ. وَقَوْلُهُ: {لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ} يَقُولُ: لِهَؤُلَاءِ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ الَّتِي وَعَدَهُمُوهَا اللَّهُ، مَا يَشَاءُونَ مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ. خَالِدِينَ فِيهَا، يَقُولُ: لَابِثِينَ فِيهَا , مَاكِثِينَ أَبَدًا، لَا يَزُولُونَ عَنْهَا , وَلَا يَزُولُ عَنْهُمْ نَعِيمُهَا. وَقَوْلُهُ: {كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا} وَذَلِكَ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ سَأَلُوا رَبَّهُمْ ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا حِينَ قَالُوا: {آتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ} [آل عمران: 194] , يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: كَانَ إِعْطَاءُ اللَّهِ الْمُؤْمِنِينَ جَنَّةَ الْخُلْدِ الَّتِي وَصَفَ صِفَتَهَا فِي الْآخِرَةِ، وَعْدًا وَعَدَهُمُ اللَّهُ عَلَى طَاعَتِهِمْ إِيَّاهُ فِي الدُّنْيَا , وَمَسْأَلَتِهِمْ إِيَّاهُ ذَلِكَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ