القول في تأويل قوله تعالى: ألا إن لله ما في السموات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم يقول تعالى ذكره: ألا إن لله ملك جميع السموات والأرض يقول: فلا ينبغي لمملوك أن يخالف أمر مالكه فيعصيه، فيستوجب بذلك

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ} [يونس: 55] مُلْكُ جَمِيعِ {السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} يَقُولُ: فَلَا يَنْبَغِي لِمَمْلُوكٍ أَنْ يُخَالِفَ أَمْرَ مَالِكِهِ فَيَعْصِيَهُ، فَيَسْتَوْجِبَ بِذَلِكَ عُقُوبَتَهُ. يَقُولُ: فَكَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيُّهَا النَّاسُ، لَا يَصْلُحُ لَكُمْ خِلَافُ رَبِّكُمُ الَّذِي هُوَ مَالِكُكُمْ، فَأَطِيعُوهُ , وَأْتَمِرُوا لَأَمْرِهِ وَلَا تَنْصَرِفُوا عَنْ رَسُولِهِ إِذَا كُنْتُمْ مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ إِلَّا بِإِذْنِهِ. وَقَوْلُهُ: {قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ} [النور: 64] مِنْ طَاعَتِكُمْ إِيَّاهُ فِيمَا أَمَرَكُمْ وَنَهَاكُمْ مِنْ ذَلِكَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015