القول في تأويل قوله تعالى: والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب وهذا مثل ضربه الله لأعمال أهل الكفر به، فقال: والذين جحدوا توحيد ربهم وكذبوا بهذا القرآن وبمن جاء به،

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ -[326]- الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [النور: 39] وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِأَعْمَالِ أَهْلِ الْكُفْرِ بِهِ، فَقَالَ: وَالَّذِينَ جَحَدُوا تَوْحِيدَ رَبِّهِمْ وَكَذَّبُوا بِهَذَا الْقُرْآنِ وَبِمَنْ جَاءَ بِهِ، مَثَلُ أَعْمَالِهِمُ الَّتِي عَمِلُوهَا {كَسَرابٍ} [النور: 39] يَقُولُ: مِثْلُ سَرَابٍ، وَالسَّرَابُ مَا لَصِقَ بِالْأَرْضِ، وَذَلِكَ يَكُونُ نِصْفَ النَّهَارِ وَحِينَ يَشْتَدُّ الْحَرُّ. وَالْآلُ مَا كَانَ كَالْمَاءِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَذَلِكَ يَكُونُ أَوَّلَ النَّهَارِ، يُرْفَعُ كُلَّ شَيْءٍ ضُحًى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015