القول في تأويل قوله تعالى: وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون يقول تعالى ذكره: والله الذي يحيي خلقه؛ يقول: يجعلهم أحياء بعد أن كانوا نطفا أمواتا، بنفخ الروح فيها بعد التارات التي تأتي عليها. ويميت يقول: ويميتهم بعد أن أحياهم

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [المؤمنون: 80] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَاللَّهُ الَّذِي يُحْيِي خَلْقَهُ؛ يَقُولُ: يَجْعَلُهُمْ أَحْيَاءً بَعْدَ أَنْ كَانُوا نُطَفًا أَمْوَاتًا، بِنَفْخِ الرُّوحِ فِيهَا بَعْدَ التَّارَاتِ الَّتِي تَأْتِي عَلَيْهَا. {وَيُمِيتُ} [البقرة: 258] يَقُولُ: وَيُمِيتُهُمْ بَعْدَ أَنْ أَحْيَاهُمُ {وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} [المؤمنون: 80] يَقُولُ: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ مُخْتَلِفَيْنِ، كَمَا يُقَالُ فِي الْكَلَامِ: لَكَ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ، بِمَعْنَى: إِنَّكَ تَمُنُّ وَتُفْضِلُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015