وقوله: إن الله يفعل ما يشاء يقول تعالى ذكره: إن الله يفعل في خلقه ما يشاء من إهانة من أراد إهانته , وإكرام من أراد كرامته , لأن الخلق خلقه , والأمر أمره. لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. وقد ذكر عن بعضهم أنه قرأه: " فما له من مكرم " بمعنى: فما له من

وَقَوْلُهُ: {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج: 18] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ فِي خَلْقِهِ مَا يَشَاءُ مِنْ إِهَانَةِ مَنْ أَرَادَ إِهَانَتَهُ , وَإِكْرَامِ مَنْ أَرَادَ كَرَامَتَهُ , لِأَنَّ الْخَلْقَ خَلْقُهُ , وَالْأَمْرَ أَمْرُهُ. {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23] . وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ قَرَأَهُ: «فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرَمِ» بِمَعْنَى: فَمَا لَهُ مِنْ إِكْرَامٍ، وَذَلِكَ قِرَاءَةٌ لَا أَسْتَجِيزُ الْقِرَاءَةَ بِهَا لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَى خِلَافِهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015