وقوله: فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ففي (هي) التي في قوله: فإذا هي وجهان: أحدهما أن تكون كناية عن الأبصار , وتكون الأبصار الظاهرة بيانا عنها، كما قال الشاعر: لعمرو أبيها لا تقول ظعينتي ألا فر عني مالك بن أبي كعب فكنى عن الظعينة في: لعمر أبيها

وَقَوْلُهُ: {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الأنبياء: 97] فَفِي (هِيَ) الَّتِي فِي قَوْلِهِ: {فَإِذَا هِيَ} [الأعراف: 107] وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا أَنْ تَكُونَ كِنَايَةً عَنِ الْأَبْصَارِ , وَتَكُونُ -[410]- الْأَبْصَارُ الظَّاهِرَةُ بَيَانًا عَنْهَا، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:

[البحر الطويل]

لَعَمْرُو أَبِيهَا لَا تَقُولُ ظَعِينَتِي ... أَلَا فَرَّ عَنِّي مَالِكُ بْنُ أَبِي كَعْبٍ

فَكَنَّى عَنِ الظَّعِينَةِ فِي: لَعَمْرُ أَبِيهَا، ثُمَّ أَظْهَرَهَا، فَيَكُونُ تَأْوِيلُ الْكَلَامِ حِينَئِذٍ: فَإِذَا الْأَبْصَارُ شَاخِصَةٌ , أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا. وَالثَّانِي: أَنْ تَكُونَ عِمَادًا , كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ} [الحج: 46] وَكَقَوْلِ الشَّاعِرِ:

فَهَلْ هُوَ مَرْفُوعٌ بِمَا هَهُنَا رَأْسُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015