القول في تأويل قوله تعالى: وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون يقول تعالى ذكره: وتفرق الناس في دينهم الذي أمرهم الله به , ودعاهم إليه، فصاروا فيه أحزابا , فهودت اليهود، وتنصرت النصارى , وعبدت الأوثان. ثم أخبر جل ثناؤه عما هم إليه صائرون، وأن مرجع

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ} [الأنبياء: 93] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي دِينِهِمُ الَّذِي أَمَرَهُمُ اللَّهُ بِهِ , وَدَعَاهُمْ إِلَيْهِ، فَصَارُوا فِيهِ أَحْزَابًا , فَهُوِّدَتِ الْيَهُودُ، وَتَنَصَّرَتِ النَّصَارَى , وعُبِدَتِ الْأَوْثَانُ. ثُمَّ أَخْبَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَمَّا هُمْ إِلَيْهِ صَائِرُونَ، وَأَنَّ مَرْجِعَ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَدْيَانِ إِلَيْهِ , مُتَوَعِّدًا بِذَلِكَ أَهْلَ الزَّيْغِ مِنْهُمْ وَالضَّلَالِ، وَمُعْلِمُهُمْ أَنَّهُ لَهُمْ بِالْمِرْصَادِ، وَأَنَّهُ مُجَازٍ جَمِيعَهُمْ جَزَاءَ الْمُحْسِنِ بِإِحسْانِهِ , وَالْمُسِيءِ بِإِسَاءَتِهِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: {وَتَقَطَّعُوا أَمَرَهُمْ بَيْنَهُمْ} [الأنبياء: 93] قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015