وقوله: وجعلناها وابنها آية للعالمين يقول: وجعلنا مريم وابنها عبرة لعالمي زمانهما , يعتبرون بهما , ويتفكرون في أمرهما، فيعلمون عظيم سلطاننا , وقدرتنا على ما نشاء , وقيل آية , ولم يقل آيتين , وقد ذكر آيتين , لأن معنى الكلام: جعلناهما علما لنا , وحجة،

وَقَوْلُهُ: {وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 91] يَقُولُ: وَجَعَلْنَا مَرْيَمَ وَابْنَهَا عِبْرَةً لِعَالَمَيْ زَمَانِهِمَا , يَعْتَبِرُونَ بِهِمَا , وَيَتَفَكَّرُونَ فِي أَمْرِهِمَا، فَيَعْلَمُونَ عَظِيمَ سُلْطَانِنَا , -[392]- وَقُدْرَتِنَا عَلَى مَا نَشَاءُ , وَقِيلَ آيَةً , وَلَمْ يَقُلْ آيَتَيْنِ , وَقَدْ ذَكَرَ آيَتَيْنِ , لِأَنَّ مَعْنَى الْكَلَامِ: جَعَلْنَاهُمَا عَلَمًا لَنَا , وَحُجَّةً، فَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا فِي مَعْنَى الدَّلَالَةِ عَلَى اللَّهِ , وَعَلَى عَظِيمِ قُدْرَتِهِ , يَقُومُ مَقَامَ الْآخَرِ، إِذْ كَانَ أَمْرُهُمَا فِي الدَّلَالَةِ عَلَى اللَّهِ وَاحِدًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015