وقوله: ويدعوننا رغبا ورهبا يقول تعالى ذكره: وكانوا يعبدوننا رغبا ورهبا. وعنى بالدعاء في هذا الموضع: العبادة، كما قال: وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا ويعني بقوله: رغبا أنهم كانوا يعبدونه رغبة منهم فيما يرجون

وَقَوْلُهُ: {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء: 90] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَكَانُوا يَعْبُدُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا. وَعَنَى بِالدُّعَاءِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: الْعِبَادَةَ، كَمَا قَالَ: {وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا} [مريم: 48] وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ: {رَغَبًا} [الأنبياء: 90] أَنَّهُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَهُ رَغْبَةً مِنْهُمْ فِيمَا يَرْجُونَ مِنْهُ مِنْ رَحْمَتِهِ وَفَضْلِهِ. {وَرَهَبًا} [الأنبياء: 90] يَعْنِي: رَهْبَةً مِنْهُمْ مِنْ عَذَابِهِ وَعِقَابِهِ، بِتَرْكِهِمْ عِبَادَتَهُ , وَرُكُوبِهِمْ مَعْصِيَتَهُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015