ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ الْكَلَاعِيُّ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا أَبُو يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثني بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اسْمُ اللَّهِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ , وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، دَعْوَةُ يُونُسَ بْنِ مَتَّى» . قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هِيَ لِيُونُسَ بْنِ مَتَّى خَاصَّةٌ , أَمْ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ؟ قَالَ: " هِيَ لِيُونُسَ بْنِ مَتَّى خَاصَّةٌ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ عَامَّةٌ , إِذَا دَعَوْا بِهَا , أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 88] ؟ فَهُوَ شَرْطُ اللَّهِ لِمَنْ دَعَاهُ بِهَا " وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: {نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 88] فَقَرَأَتْ ذَلِكَ قُرَّاءُ الْأَمْصَارِ، سِوَى عَاصِمٍ، بِنُونَيْنِ , الثَّانِيَةُ مِنْهُمَا سَاكِنَةٌ، مِنْ أَنْجَيْنَاهُ، فَنَحْنُ نُنْجِيهِ. وَإِنَّمَا قَرَءُوا ذَلِكَ كَذَلِكَ , وَكِتَابَتُهُ فِي الْمَصَاحِفِ بَنُونٍ وَاحِدَةٍ، لِأَنَّهُ لَوْ قُرِئَ بَنُونٍ وَاحِدَةٍ , وَتَشْدِيدِ الْجِيمِ، بِمَعْنَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، كَانَ الْمُؤْمِنُونَ رَفْعًا، وَهُمْ فِي الْمَصَاحِفِ مَنْصُوبُونَ، وَلَوْ قُرِئَ بَنُونٍ وَاحِدَةٍ , وَتَخْفِيفِ الْجِيمِ، كَانَ الْفِعْلُ لِلْمُؤْمِنِينَ , وَكَانُوا رَفْعًا، وَوَجَبَ مَعَ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ (نُجِّيَ) مَكْتُوبًا بِالْأَلِفِ، لِأَنَّهُ مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ، وَهُوَ فِي الْمَصَاحِفِ بِالْيَاءِ. فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَكَيْفَ كُتِبَ ذَلِكَ بَنُونٍ وَاحِدٍ، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ حُكْمَ ذَلِكَ إِذَا قُرِئَ: {نُنْجِي} [يونس: 103] أَنْ يُكْتَبَ بِنُونَيْنِ؟ قِيلَ: لِأَنَّ النُّونَ الثَّانِيَةَ لَمَّا سُكِّنَتْ وَكَانَ