وقوله: أفهم الغالبون يقول تبارك وتعالى: أفهؤلاء المشركون المستعجلو محمدا بالعذاب , الغالبونا؟ ‍ وقد رأوا قهرنا من أحللنا بساحته بأسنا في أطراف الأرضين؟ ليس ذلك كذلك، بل نحن الغالبون. وإنما هذا تقريع من الله تعالى لهؤلاء المشركين به بجهلهم، يقول:

وَقَوْلُهُ: {أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الأنبياء: 44] يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَفَهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ الْمُسْتَعْجِلُو مُحَمَّدًا بِالْعَذَابِ , الْغَالِبُونَا؟ ‍ وَقَدْ رَأَوْا قَهَرْنَا مَنْ أَحْلَلْنَا بِسَاحَتِهِ بَأْسَنَا فِي أَطْرَافِ الْأَرَضِينَ؟ لَيْسَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، بَلْ نَحْنُ الْغَالِبُونَ. وَإِنَّمَا هَذَا تَقْرِيعٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ بِهِ بِجَهْلِهِمْ، يَقُولُ: أَفَيَظُنُّونَ أَنَّهُمْ يَغْلِبُونَ مُحَمَّدًا وَيَقْهَرُونَهُ، وَقَدْ قَهَرَ مَنْ نَاوَأَهُ مِنْ أَهْلِ أَطْرَافِ الْأَرْضِ غَيْرِهِمْ؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015