القول في تأويل قوله تعالى: لا يسئل عما يفعل وهم يسألون يقول تعالى ذكره: لا سائل يسأل رب العرش عن الذي يفعل بخلقه من تصريفهم فيما شاء من حياة , وموت , وإعزاز , وإذلال , وغير ذلك من حكمه فيهم , لأنهم خلقه وعبيده، وجميعهم في ملكه وسلطانه، والحكم حكمه،

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا يُسْئِلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} -[247]- يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: لَا سَائِلَ يَسْأَلُ رَبَّ الْعَرْشِ عَنِ الَّذِي يَفْعَلُ بِخَلْقِهِ مِنْ تَصْرِيفِهِمْ فِيمَا شَاءَ مِنْ حَيَاةٍ , وَمَوْتٍ , وَإِعْزَازٍ , وَإِذْلَالٍ , وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ حُكْمِهِ فِيهِمْ , لِأَنَّهُمْ خَلْقُهُ وَعَبِيدُهُ، وَجَمِيعُهُمْ فِي مِلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ، وَالْحُكْمُ حُكْمُهُ، وَالْقَضَاءُ قَضَاؤُهُ، لَا شَيْءَ فَوْقَهُ يَسْأَلُهُ عَمَّا يَفْعَلُ فَيَقُولُ لَهُ: لِمَ فَعَلْتَ؟ وَلِمَ لَمْ تَفْعَلْ؟ {وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَجَمِيعُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مِنْ عِبَادِهِ مَسْئُولُونَ عَنْ أَفْعَالِهِمْ، وَمُحَاسَبُونَ عَلَى أَعْمَالِهِمْ، وَهُوَ الَّذِي يَسْأَلُهُمْ عَنْ ذَلِكَ وَيُحَاسِبُهُمْ عَلَيْهِ , لِأَنَّهُ فَوْقَهُمْ وَمَالِكُهُمْ، وَهُمْ فِي سُلْطَانِهِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015