وقوله: ولكم الويل مما تصفون يقول: ولكم الويل من وصفكم ربكم بغير صفته، وقيلكم إنه اتخذ زوجة وولدا، وفريتكم عليه وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، إلا أن بعضهم قال: معنى تصفون تكذبون وقال آخرون: معنى ذلك: تشركون. وذلك وإن اختلفت به الألفاظ

وَقَوْلُهُ: {وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء: 18] يَقُولُ: وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِنْ وَصْفِكُمْ رَبَّكُمْ بِغَيْرِ صِفَتِهِ، وَقِيلِكُمْ إِنَّهُ اتَّخَذَ زَوْجَةً وَوَلَدًا، وَفِرْيَتِكُمْ عَلَيْهِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ، إِلَّا أَنَّ بَعْضَهُمْ قَالَ: مَعْنَى {تَصِفُونَ} [يوسف: 18] تَكْذِبُونَ وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى ذَلِكَ: تُشْرِكُونَ. وَذَلِكَ وَإِنِ اخْتَلَفَتْ بِهِ الْأَلْفَاظُ فَمُتَّفِقَةٌ مَعَانِيهِ , لِأَنَّ مَنْ وَصَفَ اللَّهَ بِأَنَّ لَهُ صَاحِبَةً فَقَدْ كَذَبَ فِي وَصْفِهِ إِيَّاهُ بِذَلِكَ، وَأَشْرَكَ بِهِ، وَوَصَفَهُ بِغَيْرِ صِفَتِهِ. غَيْرَ أَنَّ أَوْلَى الْعِبَارَاتِ أَنْ يُعَبَّرَ بِهَا عَنْ مَعَانِي الْقُرْآنِ أَقْرَبُهَا إِلَى فَهْمِ سَامِعِيهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015