القول في تأويل قوله تعالى اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون يقول تعالى ذكره: دنا حساب الناس على أعمالهم التي عملوها في دنياهم , ونعمهم التي أنعمها عليهم فيها , في أبدانهم، وأجسامهم، ومطاعمهم، ومشاربهم، وملابسهم , وغير ذلك من نعمه عندهم، ومسئلته

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} [الأنبياء: 1] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: دَنَا حِسَابُ النَّاسِ عَلَى أَعْمَالِهِمُ الَّتِي عَمِلُوهَا فِي دُنْيَاهُمْ , وَنِعَمِهِمُ الَّتِي أَنْعَمَهَا عَلَيْهِمْ فِيهَا , فِي أَبْدَانِهِمْ، وَأَجْسَامِهِمْ، وَمَطَاعِمِهِمْ، وَمَشَارِبِهِمْ، وَمَلَابِسِهِمْ , وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ نِعَمِهِ عِنْدَهُمْ، وَمَسْئَلَتُهُ إِيَّاهُمْ مَاذَا عَمِلُوا فِيهَا , وَهَلْ أَطَاعُوهُ فِيهَا، فَانْتَهَوْا إِلَى أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ فِي جَمِيعَهَا، أَمْ عَصَوْهُ فَخَالَفُوا أَمْرَهُ فِيهَا؟ {وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} [الأنبياء: 1] يَقُولُ: وَهُمْ فِي الدُّنْيَا عَمَّا اللَّهُ فَاعِلٌ بِهِمْ مِنْ ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَعَنْ دُنُوِّ مُحَاسَبَتِهِ إِيَّاهُمْ مِنْهُمْ، وَاقْتِرَابِهِ لَهُمْ فِي سَهْو وَغَفْلَةٍ، وَقَدْ أَعْرَضُوا عَنْ ذَلِكَ، فَتَرَكُوا الْفِكْرَ فِيهِ , وَالِاسْتِعْدَادَ لَهُ وَالتَّأَهُّبَ، جَهْلًا مِنْهُمْ بِمَا هُمْ لَاقُوهُ عِنْدَ ذَلِكَ مِنْ عَظِيمِ الْبَلَاءِ , وَشَدِيدِ الْأَهْوَالِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ {وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} [الأنبياء: 1] قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ , وَجَاءَ الْأَثَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015