وقوله: إن في ذلك لآيات لأولي النهى يقول تعالى ذكره: إن فيما يعاين هؤلاء ويرون من آثار وقائعنا بالأمم المكذبة رسلها قبلهم، وحلول مثلاتنا بهم لكفرهم بالله لآيات يقول: لدلالات وعبرا وعظات لأولي النهى يعني: لأهل الحجى والعقول، ومن ينهاه عقله وفهمه

وَقَوْلُهُ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى} [طه: 54] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّ فِيمَا يُعَايِنُ هَؤُلَاءِ وَيَرَوْنَ مِنْ آثَارِ وَقَائِعِنَا بِالْأُمَمِ الْمُكَذِّبَةِ رُسُلِهَا قَبْلَهُمْ، وَحُلُولِ مُثْلَاتِنَا بِهِمْ لِكُفْرِهِمْ بِاللَّهِ {لَآيَاتٍ} [البقرة: 164] يَقُولُ: لَدَلَالَاتٍ وَعِبَرًا وَعِظَاتٍ {لِأُولِي النُّهَى} [طه: 54] يَعْنِي: لِأَهْلِ الْحِجَى وَالْعُقُولِ، وَمَنْ يَنْهَاهُ عَقْلُهُ وَفَهْمُهُ وَدِينُهُ عَنْ مُوَاقَعَةِ مَا يَضُرُّهُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015