وأما قوله تعالى ذكره: الله لا إله إلا هو فإنه يعني به: المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له. يقول: فإياه فاعبدوا أيها الناس دون ما سواه من الآلهة والأوثان له الأسماء الحسنى يقول جل ثناؤه: لمعبودكم أيها الناس الأسماء الحسنى، فقال: الحسنى، فوحد،

وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [البقرة: 255] فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ: الْمَعْبُودُ الَّذِي لَا تَصْلُحُ الْعِبَادَةُ إِلَّا لَهُ. يَقُولُ: فَإِيَّاهُ فَاعَبْدوا أَيُّهَا النَّاسُ دُونَ مَا سِوَاهُ مِنَ الْآلِهَةِ وَالْأَوْثَانِ {لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [طه: 8] يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: لِمَعْبُودُكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى، فَقَالَ: الْحُسْنَى، فَوَحَّدَ، وَهُوَ نَعْتٌ لِلْأَسْمَاءِ، وَلَمْ يَقُلِ الْأَحَاسِنُ، لِأَنَّ الْأَسْمَاءَ تَقَعُ عَلَيْهَا هَذِهِ، فَيُقَالُ: هَذِهِ أَسْمَاءٌ، وَهَذِهِ فِي لَفْظَةٌ وَاحِدَةٌ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْأَعْشَى:

[البحر البسيط]

وَسَوْفَ يُعْقِبُنِيهِ إِنْ ظَفِرْتُ بِهِ ... رَبٌّ غَفُورٌ وَبِيضٌ ذَاتُ أَطْهَارِ

فَوَحَّدَ ذَاتُ، وَهُوَ نَعْتٌ لِلْبِيضِ لِأَنَّهُ يَقَعُ عَلَيْهَا هَذِهِ، كَمَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015