الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [طه: 8] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَإِنْ تَجْهَرْ يَا مُحَمَّدُ بِالْقَوْلِ، أَوْ تُخْفِ بِهِ، فَسَوَاءٌ عِنْدَ رَبِّكَ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ {فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ} [طه: 7] يَقُولُ: -[13]- فَإِنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مَا اسْتَسْرَرْتَهُ فِي نَفْسِكَ، فَلَمْ تُبْدِهِ بِجَوَارِحِكَ وَلَمْ تَتَكَلَّمْ بِلِسَانِكَ، وَلَمْ تَنْطِقْ بِهِ وَأَخْفَى. ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْمَعْنِيِّ بِقَوْلِهِ {وَأَخْفَى} [طه: 7] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ: وَأَخْفَى مِنَ السِّرِّ، قَالَ: وَالَّذِي هُوَ أَخْفَى مِنَ السِّرِّ مَا حَدَّثَ بِهِ الْمَرْءُ نَفْسَهُ وَلَمْ يَعْمَلْهُ