حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: {إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى} [طه: 3] قَالَ: الَّذِي أَنْزَلْنَاهُ عَلَيْكَ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى فَمَعْنَى الْكَلَامِ إِذَنْ: يَا رَجُلُ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ لِتَشْقَى بِهِ، مَا أَنْزَلْنَاهُ إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى. وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي وَجْهِ نَصْبِ تَذْكِرَةً، فَكَانَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْبَصْرَةِ يَقُولُ: قَالَ: إِلَّا تَذْكِرَةً بَدَلًا مِنْ قَوْلِهِ لِتَشْقَى، فَجَعَلَهُ، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ إِلَّا تَذْكِرَةً. وَكَانَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْكُوفَةِ يَقُولُ: نُصِبَتْ عَلَى قَوْلِهِ: مَا أَنْزَلْنَاهُ إِلَّا تَذْكِرَةً. وَكَانَ بَعْضُهُمْ يُنْكِرُ قَوْلَ الْقَائِلِ: نُصِبَتْ بَدَلًا مِنْ قَوْلِهِ {لِتَشْقَى} [طه: 2] وَيَقُولُ: ذَلِكَ غَيْرُ جَائِزٍ، لِأَنَّ {لِتَشْقَى} [طه: 2] فِي الْجَحْدِ، وَ {إِلَّا تَذْكِرَةً} [طه: 3] فِي التَّحْقِيقِ، وَلَكِنَّهُ تَكْرِيرٌ. وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ: مَعْنَى الْكَلَامِ: مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى، لَا لِتَشْقَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015