ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {طه} [طه: 1] قَالَ: فَإِنَّهُ قَسَمٌ أَقْسَمَ اللَّهُ بِهِ، وَهُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ حُرُوفُ هِجَاءٍ. وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ حُرُوفٌ مُقَطَّعَةٌ يَدُلُّ كُلُّ حَرْفٍ مِنْهَا عَلَى مَعْنًى، وَاخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ اخْتِلَافَهُمْ فِي الم، وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ فِي مَوَاضِعِهِ، وَبَيَّنَا ذَلِكَ بِشَوَاهِدِهِ. -[8]- وَالَّذِي هُوَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ عِنْدِي مِنَ الْأَقْوَالِ فِيهِ: قَوْلُ مَنْ قَالَ: مَعْنَاهُ: يَا رَجُلُ، لِأَنَّهَا كَلِمَةٌ مَعْرُوفَةٌ فِي عَكٍّ فِيمَا بَلَغَنِي، وَأَنَّ مَعْنَاهَا فِيهِمْ: يَا رَجُلُ، أَنْشَدَتْ لِمُتَمِّمِ بْنِ نُوَيْرَةَ:
[البحر الطويل]
هَتَفْتُ بِطَهَ فِي الْقِتَالِ فَلَمْ يُجِبْ ... فَخِفْتُ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ مُوَائِلَا
وَقَالَ آخَرُ:
[البحر البسيط]
إِنَّ السَّفَاهَةَ طَهَ مِنْ خَلَائِقِكُمْ ... لَا بَارَكَ اللَّهُ فِي الْقَوْمِ الْمَلَاعِينِ
فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ مَعْرُوفًا فِيهِمْ عَلَى مَا ذَكَرْنَا، فَالْوَاجِبُ أَنْ يُوَجَّهَ تَأْوِيلُهُ إِلَى الْمَعْرُوفِ فِيهِمْ مِنْ مَعْنَاهُ، وَلَا سِيَّمَا إِذَا وَافَقَ ذَلِكَ تَأْوِيلَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ. فَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ إِذَنْ: يَا رَجُلُ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى، مَا أَنْزَلْنَاهُ عَلَيْكَ فَنُكَلِّفَكَ مَا لَا طَاقَةَ لَكَ بِهِ مِنَ الْعَمَلِ. وَذُكِرَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ ذَلِكَ بِسَبَبِ مَا كَانَ يَلْقَى مِنَ النَّصَبِ وَالْعَنَاءِ وَالسَّهَرِ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ