القول في تأويل قوله تعالى: لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا يقول تعالى ذكره: لا يملك هؤلاء الكافرون بربهم يا محمد، يوم يحشر الله المتقين إليه وفدا الشفاعة، حين يشفع أهل الإيمان بعضهم لبعض عند الله، فيشفع بعضهم لبعض إلا من اتخذ منهم عند

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} [مريم: 87] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: لَا يَمْلِكُ هَؤُلَاءِ الْكَافِرُونَ بِرَبِّهِمْ يَا مُحَمَّدُ، يَوْمَ يَحْشُرُ اللَّهُ الْمُتَّقِينَ إِلَيْهِ وَفْدًا الشَّفَاعَةَ، حِينَ يَشْفَعُ أَهْلُ الْإِيمَانِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عِنْدَ اللَّهِ، -[633]- فَيَشْفَعُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ {إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ} [مريم: 87] مِنْهُمْ {عِنْدَ الرَّحْمَنِ} [مريم: 78] فِي الدُّنْيَا {عَهْدًا} [البقرة: 80] بِالْإِيمَانِ بِهِ، وَتَصْدِيقِ رَسُولِهِ، وَالْإِقْرَارِ بِمَا جَاءَ بِهِ، وَالْعَمَلِ بِمَا أَمَرَ بِهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015